إعاقة؟

في يوم من الأيام، بينما كنت جالسة في موقف الباص أنتظر الباص، كانت هناك فتاتان تمشيان، لكن إحداهما كانت تستعمل عكازتان، فكرت في البداية أن ساقها مكسورة وأنها ذاهبة إلى المشفى القريب لفحصها، لكن عندما نظرت مرة أخرى وجدت أن... ليس هناك ساق على الإطلاق!... الصورة هي: شابة بساق واحدة، تتمشى مع صديقتها، تتحدث وتضحك، تبتسم في أحيان أخرى، وتحمل غيتاراً كبيراً على ظهرها!... إنها فنانة أيضاً، عازفة موسيقية!... لم أستطع التوقف عن النظر إليها، ليس إلى ساقها المفقودة، لكن إلى وجهها، إلى ابتسامتها، إلى ضحكتها، إلى النور في عينيها، إلى كيف كانت تشرق بضياء، نظرت إليها والابتسامة على وجهي ودموع فرح في عينيّ والفكرة الوحيدة التي خطرت في ذهني: "كم هي جميلة!"... نعم، إنها جميلة جداً، لأني رأيت روحها الجميلة، لابتسامتها، لأنها تتجاهل العالم كله حولها وماذا يمكن أن يقولوا أو كيف يمكن أن ينظروا إليها، كانت ترسم عالمها الخاص بابتسامتها وذلك الغيتار الكبير على ظهرها!... من يمكنه أن يقول أنها ‘إعاقة’؟... إن الإعاقة في الذهن وليست في الجسم، وتلك الفتاة تملك العالم بروحها وابتسامتها، تعلّم الحياة والشجاعة والثقة بالنفس والسعادة... بارك الله فيها.

سألني زميل لي مرة: "ما هي السعادة؟"... فكرت لثوانٍ وقلت: "السعادة هي أن تكون راضٍ عن كل شيء أعطاه الله لك، أو أخذه منك"... هذا كل شيء.

مع محبتي...

رندة